ربنا بيحبك يا محسن
طبعاً ليس شرطاً أن يكون أي شخص اسمه 'محسن' محبوباً من الله عز وجل.. ولكن الله سبحانه وتعالى يحب المحسنين.
يقول الله في كتابه العزيز 'إن الله يحب المحسنين' (البقرة 195)..
وقد يكون من المفيد أن تسأل نفسك الآن يا عزيزي.. هل يحبك الله لأنك من المحسنين..
يعني هل أنت 'محسن'؟...
واتفقنا بقى إن بلاش الاستظراف بتاع أنا مش 'محسن' أنا 'تامر' والحركات دي وخلونا نتكلم بجد.
قد يكون المعنى القريب للإحسان أن تحسن إلى الناس ومن حولك في كل زمان ومكان.. إلا أن العلماء ومفسري القرآن الكريم وشراح الأحاديث النبوية الشريفة اتفقوا على أن 'الإحسان' هو أعلى مراتب الدين وغايتها.
يعني من الآخر المحسن ده معدي وربنا يجعلنا زيه..
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'إن الله محسن يحب الإحسان'..
ويروى في أحد الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة أن رجلاً جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وسأله عن الإسلام ثم سأله عن الإيمان ثم سأله عن الإحسان فقال الرسول الكريم معرفاً إياه: 'أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك'.. (أخرجه البخاري في كتاب الإيمان)
وعلى فكرة كان هذا الرجل هو الروح الأمين جبريل عليه السلام جاء يعلم المسلمين دينهم.
والذي يتأمل الحديث ويحاول التفكير فيه بهدوء سيجد أن الاحسان هو طريقك إلى الجنة.. يعني أن تراعي الله في كل شيء في حياتك وأنت تعلم أنه شاهد عليك ويراك آناء الليل وأطراف النهار.. ليس ذلك فقط بل كأن سيادتك ترى الله أمامك...
يااااه.. متخيل الموقف عامل ازاي؟..
مستشعر رهبة إنك تكون بتعمل أي حاجة وكأنك شايف الخالق عز وجل وهو سبحانه وتعالى يراك أنت الآخر.
ومن الممكن أن تسأل نفسك أسئلة كثيرة لكي تعرف من أنت 'محسن' أم 'تامر'؟... أقصد هل أنت 'محسن' فعلاً أم لا؟..
يعني مثلاً هل تؤدي حق الله عليك من العبادات التي فرضها عليك خالصاً لوجهه الكريم دون نفاق أو رياء??
يعني بتصلي فعلاً عشان ربنا سبحانه وتعالى، ولاّ عشان البت بتاعتك موصياك، ولاّ عشان يبقى عندك زبيبة وإنت رايح تتقدم لها وعيلتها تقول عليك 'آدي الورع ولاّ بلاش'!..
هل تستحضر عظمة الله عز وجل في قلبك وأنت تفعل أي شيء؟ أو تسجد له عز وجل؟
هل تصلي وتزكي وتصوم وتحج بيت الله تعالى إن استطعت إليه سبيلا؟..
هل تؤمن بالله عز وجل وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والميزان والبعث بعد الموت والقدر خيره وشره؟..
هل تقول الحق ولو على رقبتك وتراعي ربنا في عملك وفي مذاكرتك وفي معاملتهم مع الحاج والحاجة والجيران وكل الناس اللي حواليك؟..
الإحسان يا جماعة زي ما قلنا هو أعلى مراتب الدين.. ولكي نصل له يجب أن نرتقي اليه درجة درجة.. فقد يكون الموضوع صعباً في بدايته لكنه لن يكون مستحيلاً خاصة عندما تضع نفسك في خانة من يحبهم الله عز وجل.
وعلى فكرة.. المحسنين لا يضيع أجرهم أبداً مصداقاً لقول الله تعالى: 'إن الله لا يضيع أجر المحسنين'(التوبة.. آية 20)0
ربنا يجعلنا جميعاً من المحسنين