المنهج الغذائي
المنهج الغذائي ”صحة ووعي ..
علامة استفهام عابرة أطلقها القدامى دون أن يتكهنوا يوما بأنها ستثير جدلا كبيرا بين المتخصصين في العديد من المجالات التي تهتم بشؤون الإنسان ..
السؤال الذي ظل يحير الكثيرون حتى الآن هو ببساطة هل نأكل حتى نعيش ؟ أم نعيش لنأكل ؟
وظلت المناقشات مفتوحة ، والجدل محتدما حتى يومنا هذا فيما بين الأطباء وعلماء النفس وأيضا خبراء التغذية والمتخصصون في الطهي .. والإنسان نفسه ، كل منهم يجيب على السؤال من منظوره ، واضعا الإنسان على كل مستوياته نصب عينيه .
ولسنا هنا بصدد وضع إجابة قاطعة لهذا التساؤل الأبدي ، وإنما هو مجرد واحد من علامات استفهام متناثرة في عالم الطهي وصلته بالإنسان .
وتصوري أن هذه القضية التي تثير جدلا كبيرا ، يحكمها من وجهة نظري أمور كثيرة أهمها ، طبيعة الإنسان نفسه وتوجهاته واهتماماته ، فنجد الإنسان ذو الطباع العملية ربما يأكل فقط ليعيش ، فالغذاء بالنسبة له لا يشكل سوى وقود طبيعي يمكنه من ممارسة حياته ، وربما العكس صحيح بالنسبة لنماذج أخرى من البشر ، فالإنسان الرومانسي يستمتع بكل مظاهر الحياة من حوله ، ومنها الغذاء .. وهكذا فان هذه القضية قد تختلف كذلك من شعب لأخر ومن مستوى اجتماعي لمستوى اجتماعي آخر .
ولكن من المهم السؤال عن كيفية الوصول بالغذاء ليكون منهج حياة ؟ حتى نصل بغذائنا إلى الدرجة المعتدلة ليكون منهجا حياتيا لا تصيبه العشوائية ، لا بد من وجود الوعي التام بأصول التغذية وهنا يمكننا الانتقال للنقطة الجوهرية التالية وهو اختيار الأغذية الصحية التي تصاحبنا في رحلتنا الحياتية ، وإذا كانت هناك بعض الاستثناءات ، فهي لابد وأن تكون في الحد الأدنى ، ومن الضروري بأن يتغير منهج التغذية بتغير مراحل العمر ، فكل مرحلة لها منهج غذائي يناسبها ويتمشى مع متطلبات هذه المرحلة ومتغيراتها .. ولذلك لابد من معرفة العناصر الأساسية للتغذية وتوظيفها حسب كل مرحلة ، حتى يشكل الغذاء بالنسبة لنا في النهاية منهجا أساسيا ومدروسا.