مما يؤسف له ، أنّ كل السودانيين والمصريين الذين تعلموا
في المدارس النظامية يخلطون بين (الثاء والسين)
(الذال والزين أوالزاي)
و (القاف والغين) مع أن كل حرفين بين
القوسين لا يتشابهان مطلقاً لا في الرسم ولا في المخرج ،
فالثاء هي التاء والذال هو الدال ، أما القاف فهو إلى الكاف
أقرب ، ولاعلاقة له بالغين .
والغريب في الأمر أن هذا الدارس عندما يتكلم بالعامية
يكون أفصح ، فهو يقول (تلاتة ) ولايقول (سلاسة) ، ويقول
(الصف التالت) ولا يقول (الصف السالس) ، إلاّ في حالة
القراءة أو الخطابة ،،، وتلك هي المصيبة ، وقد سمعتهم
عندما كنت مدرساً ، وهم في الفصول يقرؤون على
تلاميذهم (وسمود الذين جابوا الصخر بالواد) بالسين ، وكان
الأفصح أن يقرأها بالتاء (وتمود .............) وتجد الأميين
في الأرياف ، يقولون (عِتمان) لعثمان ، والمتعلمون يقولون
(عسمان) بجعل الثاء سيناً ، ومع أنّ هذا الأمي البسيط قد
كسر (عين عثمان) فهو أفصح من الذي جعل الثاء سيناً ،،،
ولعمري أنّ كسر عين (عثمان) أرحم من جعل ثائه سيناّ ...
ولنرجع إلى (الذال) ، فياأيها المتعلمون والمعلمون !!!
إنّ (الذال) ماهو إلاّ دالٌ معجم ولاعلاقة له (بالزين) مطلقاً
لا من قريب ولا من بعيد ،، فالجاهل يقول : هدا حقي !!!
ولا يقول هزا حقي !! ولكن المتعلم عندما يقرأ أو يخطب
فإنه يقلب دال اسم الإشارة (زين) ...مع أنّ (الزين) أخت
السين والصاد ،، وهي (أحرف الصفير الثلاثة ) ..
أما الشئ المثير للعجب ، فهو (القاف) إذ يجعلونه غيناً ،
حتى في القرآن الكريم ، ولاشئ يربط القاف بالغين ،،،،،
فيقرؤون مثلاً (إنّا أنزلناه في ليلة القدر ) هكذا ((إنّا أيزلناه في
ليلة الغدر)) والعياذ بالله ،، وسبحان الله !!! فالغدر تعني
الخيانة ،،، وهل يستساغ ذلك ؟؟؟؟؟؟ أن ينزل القرآن في
((ليلة الخيانة)) وجدنا أهلنا الذين لم يطأوا عتبات المدارس
يقولون (ليلة القدر) بالقاف الذي هو أقرب إلى الكاف ،، وهو
الأفصح والأصح ... فتداركوا هذه الحروف أيها الزملاء ....