بين... وبين
بين الشقاء والسعادة، تذكر عواقب الأمور.
·
بين
الجنة والنار، تذكر الحياة والموت.
·
بين
السبق والتأخر، تذكر الهدف والغاية.
·
بين
الصلاح والفساد، يقظة الضمير.
·بين
الخطأ والصواب، يقظة العقل.
أصناف الإخوان
الإخوان ثلاثة: أخ تتزين به، وأخ تستفيد منه، وأخ تستند إليه، فإذا ظفرت
بمثل هذا فلا تفرِّط فيه؛ فقد لا تجد غيره.
الإخوان ثلاثة: أخ يفتح لك قلبه وجيبه فشدَّ يدك عليه، وأخ يفتح لك قلبه
فاستفد منه، وأخ يغلق عنك قلبه وجيبه فلا ترحل إليه.
أنواع الظلم
الظلم ثلاث: ظلم الإنسان لنفسه بأن لا ينصحها، وظلم الإنسان لأمته بأن لا
يخدمها، وظلم الإنسان للحقيقة الكبرى بأن لا يعترف بربه ? إن الشرك لظلمٌ
عظيم?.
لا تحقد!
لا تحقد على أحد، فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك، ويبعد عنك
أصدقاءك كما يؤلب عليك أعداءك، ويكشف من مساويك ما كان مستوراً، وينقلك من زمرة
العقلاء إلى حثالة السفهاء، ويجعلك تعيش بقلب أسود، ووجه أصفر، وكبدٍ حرّى.
أخطاء الأصدقاء
لا تهجر أخاك لأخطائه ولو تعددت، فقد تأتيك ساعة لا تجد فيها غيره.
الفهم عن الله
إذا فهمت عنه في الضراء كما تفهم عنه في السراء فقد صدقت في حبه.
لا
تظلم الضعيف
احذر أن تظلم الضعفاء، فيظلمك من هو أقوى منك.
تبدل الرأي
كم من كثيرين كنت تتمنى صفعهم، ثم أصبحت تتمنى تقبيلهم.
من الذي لا عيب فيه؟
لو أنك لا تصادق إلا إنساناً لا عيب فيه لما صادقت نفسك أبداً.
كيف تعامل الناس؟
لا تعامل الناس على أنهم ملائكة فتعيش مغفلاً, ولا تعاملهم على أنهم شياطين
فتعيش شيطاناً، ولكن عاملهم على أن فيهم بعض أخلاق الملائكة وكثيراً من أخلاق
الشياطين.
لا تتحدث عن نفسك
تحدثك عن نفسك دائماً دليل على أنك لست واثقاً من نفسك.
كيف تسلم أعصابك من التلف؟
عامل القدر بالرضى، وعامل الناس بالحذر، وعامل أهلك باللين، وعامل إخوانك
بالتسامح، وعامل الدهر بانتظار تقلباته، تسلم أعصابك من التلف والانهيار.
احترام العالم
من احترم العالم لعلمه فقد أنصفه، ومن احترمه لعلمه وخلقه فقد أكرمه.
انسَ الإساءة!
من تذكر إساءة إخوانه إليه لم تصفُ له مودتهم، ومن تذكر إساءة الناس إليه لم
يطب له العيش معهم، فانسَ ما استطعت النسيان.
ما يكشف عن أخلاق الرجال
أربعة أشياء تكشف عن أخلاق الرجال: السفر، والسجن، والمرض، والمخاصمة.
إذا اجتمعت..
إذا اجتمعت إلى حكيم فأنصت إليه، وإذا اجتمعت إلى عاقل فتحدث معه، وإذا
اجتمعت إلى سخيف ثرثار فقم عنه وإلا قتلك!.
الصمت والكلام
إذا اشتهيت الصمت فتكلم، وإذا اشتهيت الكلام فاصمت، فإن شهوة الصمت وقار
مفضوح، وشهوة الكلام خفة مزرية.
مناجاة!
إلهي! دعوتنا إلى الإيمان فآمنا، ودعوتنا إلى العمل فعملنا، ووعدتنا النصر
فصدَّقنا، فإن لم تنصرنا لم يكن ذلك إلا من ضعف في إيماننا، أو تقصير في أعمالنا،
ولأن نكون قصرنا في العمل، أقرب إلى أن نكون ضعفنا في الإيمان، فوعزَّتك ما زادتنا
النكبات إلا إيماناً بك، ولا الأيام إلا معرفة لك، فأما العمل فأنت أكرم من أن
تردَّه لنقصٍ وأنت الجواد، أو لشبهة وأنت الحليم، أو لخلل وأنت الغفور الرحيم.
أنت تعلم.. وأنا أعلم
إلهي! أنت تعلم: أني لم أتقرَّب إليك بصالح الأعمال.
وأنا أعلم: أنك تغفر الذنوب جميعاً إلا الإشراك بك.
أنت تعلم: أني لم أبتعد عما نهيت من سيئ الأعمال.
وأنا أعلم: أنك ما كلفتنا من التقوى إلا بما نستطيع.
أنت تعلم: أني لم أعبدك كما ينبغي لجلال وجهك أن يُعبد.
وأنا أعلم: أنك تخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان.
أنت تعلم: أن نفسي لم تصف من كدورتها برغم تعرّضي لنفحاتك.
وأنا أعلم: أنك خلقتني من الطين، وأنبتّني من التراب، وأسكنتني في الأرض،
وامتحنتَني بالشيطان.
أنت تعلم: أني أسبح في بحر متلاطم الأمواج لأصل إلى شاطئ أمنك وسلامتك.
وأنا أعلم: أنك شددتني في الحياة بما يبطئ بي في الوصول إليك من زوجة وولد،
وحاجة ومرض، وهموم وأحزان.
أنت تعلم: أني مشوق إلى الغوص في بحار أسرارك، والتعرض لفيوض أنوارك.
وأنا أعلم: أنك خلقت فيَّ مع نور العقل ظلمة الشهوة، ومع خضوع الملائكة
تمرُّد إبليس، ومع سموِّ السماء هبوط الأرض، ومع صفاء الخير كدورة الشر، ومع نار
الحب دخان الهوى.
أنت تعلم: أني أريد الوصول إليك صادقاً منكسراً.
وأنا أعلم: أنك تجتبي من تشاء، وتصطفي من تختار، بفضل منك لا بأعمالهم،
وبكرم منك لا باستحقاقهم.
إلهي! هذا ما تعلمه مني، وبعض ما أعلمه عنك، فاجعل ما علمته شفيعاً لما
علمته، وأوصلني إلى ما تعلمه مما أحاول، على ما أعلمه عندي من ضعف الوسائل، ولا
تجعل علمك بي مبعداً لي عنك، ولا علمي بك فاتناً لي عن الوصول إليك، اللهم إنك تعلم
ونحن لا نعلم وأنت الحكيم الوهّاب.