واصلت السيول حتى صباح اليوم زحفها نحو مدينة العريش حيث باتت على بعد 4
كيلو مترات فقط من المدينة، بعد أن اتجهت السيول فى مجراها بعد عبورها
منطقة لحفن.
وقال المهندس طلعت الحريرى، وكيل وزارة الرى بشمال سيناء، إن السيول تندفع
بارتفاع 26 سنتيمترات من سد الروافع فى طريقها لوادى العريش، مشيرا إلى
التدرج فى زيادة منسوب المياه مؤكدا أن حالة السد ممتازة ولا خوف عليه من
ارتفاع المياه .
من جانبه قال المهندس محمد سعد، مدير عام الزراعة بالمحافظة إن الأراضى
التى زرعت بالقمح والشعير لم تتضرر بصورة كبيرة، حيث تبلغ مساحة الزراعات
قرابة 42 ألف فدان، مضيفا الأراضى المتضررة لا تتجاوز مساحتها 2% فقط وتقع
بمركز نخل، حيث يسير السيل بسرعة بطيئة تصل إلى 10 كيلو مترات فى الساعة.
فى حين قال عدد من المواطنين إن عشرات الأفدنة تضررت فى منطقة وادى
الأزارق القريبة من فلسطين المحتلة قرب النقطة 36 الدولية بوسط سيناء
نتيجة اندفاع السيل، مضيفا أن سيولا جديدة تدفقت صباح اليوم واتجهت إلى
وادى العريش بقوة.
وأبدت مصادر ميدانية تخوفها من ذوبان الجليد فوق جبل الحلال بوسط
سيناء، وهو ما قد يتسبب فى اندفاع المياه إلى مجرى السيل من فوق سد
الروافع مما سيساهم فى وصول السيول إلى العريش.
وفى الإطار نفسه طالب موسى الدلح من وجهاء قبيلة الترابين وعبد الباسط
محمد وعودة الدلح بحصر فعلى لعشرات المضارين سواء الذين فقدوا بيوتهم أو
أغنامهم أو زراعتهم نتيجة اندفاع المياه، مطالبين الجهات المسئولة بسرعة
التحرك للوسط خاصة أن السيل فى حال وصوله العريش سيكون ضعيفا ولن يسبب
أضرارا تذكر فى ظل أن مجرى السيل القديم ما زال بدون عقبات.
من جانبه عقد اللواء محمد الكيكى السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء
اجتماعا فجر اليوم لمتابعة تطورات السيول، معلنا عن رفع حالة الطوارئ
بالمحافظة لمواجهة أى تطورات للسيل الذى يواصل زحفه ببطء نحو العريش قادما
من اتجاه الروافع ووادى الأزارق فيما يتجمع مئات الأفراد انتظارا لرؤية
السيل الجديد.
اندفعت السيول من إسرائيل إلى الأراضى المصرية منذ قليل، وقالت مصادر
بدوية: إن السيول جرفت جزءاً من السلك الحدودى بمنطقة وادى الأزارق واتجهت
فى طريقها نحو وادى العريش دون وقوع أى إصابات، إلا أنها جرفت أراضى
مزروعة بالقمح والشعير، وأضاف الشهود أن القوات الإسرائيلية والمصرية
متأهبة على الحدود منذ صباح الجمعة تحسباً للسيول وحتى لا تتعرض العربات
العسكرية الإسرائيلية لعملية تجريف كما حدث خلال السيل الماضى
وقال سلامة فياض وعبد الباسط محمد من أهالى المنطقة، إن السيول قطعت قرابة
15 كيلو من الحدود الإسرائيلية قرب العلامة الدولية رقم 36 ووصلت بالفعل
إلى قرية البرث جنوب رفح فى طريقها إلى قرية القريعة بالشيخ زويد، وستصل
خلال فترة قصيرة إلى وادى العريش على بعد 15 كيلو من موقعها الحالى لتتحد
مع سيل الروافع فى طريقها إلى العريش.
وأضاف، أنه فى حال استمرارها ستصل إلى مدينة العريش فى غضون عدة ساعات،
خاصة أن السيول القادمة من سد الروافع باتت على بعد 8 كيلو فقط من مدينة
العريش بعد أن وصلت إلى منطقة لحفن جنوب العريش بمنسوب متوسط وقطعت مسافة
تصل إلى قرابة 52 كيلو متراً.
وذكرت مصادر مطلعة، أن السيول فى حال وصولها إلى العريش لن ينجم عنها
أضرار، حيث إن مجراها ما يزال سارياً بدون إعاقات منذ السيل الماضى،
وبالتالى ستتدفق مباشرة إلى البحر المتوسط، وسط ترقب من وحذر شديد الأهالى
الذين تضرروا من السيول الماضية.