سأرحل عنكم إلى الأبد. لن تروني بعد اليوم. ستنفتح أمامكم أوراق جديدة. فعسى أن يكون ما قدمتم قبلي، وما ستقدموشنه
بعدي أبيض كبياض ورقي. ولكي تكتشفوا ما مضى من أعمالكم، ما عليكم سوى أن تلزموا أنفسكم الصمت لبعض الوقت.
أغمضوا أعينكم، واستعيدوا أهم ما فعلتموه: هل ظلمتم أحداً؟! هل سامحتم أحداً؟! هل لهثتم وراء الدنيا؟! هل خصصتم بعض
وقتكم للآخرة؟! هل أهملتم زيارة مريض أو تعزية صديق أو تهنئة قريب؟! هل شعرتم بمعاناة يتيم أو عذابات محروم أو
أوجاع ذي احتياج خاص؟! هل عققتم والداً أو بررتم والدة؟! هل تهاونتم مع ابن أو قسوتم على ابنة؟! هل تجاهلتم اماطة
الأذى عن طريق أو عن حي؟! هل ساهمتم في بناء المعروف في تجمع من الناس؟! هل قلتم كلمة حق؟! هل سكتم عن
باطل؟! هل قصرتم في شريعة من شرائع الله؟! هل دللتم على سنة حسنة؟! هل قرأتم كتباً نافعة؟! هل تابعتم برامج ضارة
ومضرة؟! وأخيراً: هل تنظرون إليّ كآخر ورقة في هذا العام، نظرة رضا، أم تشعرون بأنني آخر ذكرى لعام لم يكن كما كنتم
تبغون؟! وعلى أية حال، فها أنا أودعكم بلا رجعة، تاركة إياكم للورقة الأخيرة من العام القادم، لتسألكم نفس الأسئلة.
منقول ....................................