رعشة اليدين

موضوع: رعشة اليدين الثلاثاء يونيو 09, 2009 10:45 am

أشتكي من الرعشة في بعض الأحيان، خاصة في
المواقف الحرجة، مثل الوقوف إماما في الصلاة، أو إعطاء حقنة مثلا، أو إمساك مصحف، ولكنها
توجد أحيانا كثيرة في غير الأوقات الحرجة.

هل سبب ذلك العادة السرية، والتي أمارسها
منذ 5 سنوات تقريبا؟

وما العلاج لأن ذلك يحرجني كثيرا؟

وجزاكم الله خيرا على المجهود، وجعله الله
في ميزان حسناتكم.

الــــــــــــــــــــــــــــــــــرد

الأخ الفاضل.. سلام الله عليك ورحمته وبركاته.

إن ما وصفته من أعراض قد يفسر في اتجاهين
مختلقين: أحدهما عضوي والآخر نفسي، فلقد ذكرت أن معظم الأوقات التي تعاني فيها من الرعشة
عندما تكون أمام الناس تقوم بعمل ما؛ لذا فقد تكون مصابا عزيزي بالرهاب الاجتماعي،
وهو حالة مرضية تحدث عند بعض الأفراد حينما يكونون محط أنظار وتركيز الآخرين، مثل:
عدم القدرة على التحدث في المناسبات الاجتماعية، أو أمام المسئولين، أو في أي مناسبة
يكون الفرد فيها محط تركيز ونظر الآخرين.

ولكن لهذه الحالات علاج جيد وفعال، ودعني
أعطك فكرة عن أعراض هذا الاضطراب النفسي لكي تكون على ثقة بأن ما تعاني منه مرض معروف
وله علاج بفضل الله.

تبدأ عادة حالة الرهاب الاجتماعي أثناء
فترة المراهقة، وإذا لم تعالَج فقد تستمر طوال الحياة، وقد تجر إلى حالات أخرى كالاكتئاب،
والخوف من الأماكن العامة والواسعة.

ونسمع من مرضى هذا الاضطراب شكاوى من قبيل:

- أحس حينما أكون محط أنظار الآخرين كأنني
أقف على إسفنج.

- أحس حينما أتحدث أمام الآخرين أنني سأخلط
الكلام ببعضه.

- أتمنى أن تبتلعني الأرض ولا أضطر للحديث
أمام جمع من الناس، ولو كان عددهم لا يتجاوز عشرة أفراد.

- لا أدري لماذا لا يمكنني الحديث، وينتابني
الخوف من الخطأ، وأحس أنني سأتلعثم في الكلام حينما يسألني الأستاذ في الفصل، رغم أنني
أعرف الإجابة، بل أحفظها عن ظهر قلب.

- أحس أن وجهي تتغير معالمه حينما ينظر إليّ
الآخرون.

- لاحظت أنني لا أستطيع في الآونة الأخيرة
إمامة الناس حينما تفوتني الصلاة في الجماعة الأولى.

إذن فشبح مواجهة الناس هو الكابوس المفزع
الذي يُقلق تلك الفئة من المرضى، وهو ما يجعل بعضهم يرفض الترقية الوظيفية إذا كانت
ستجعله في مواجهة أكثر مع الجمهور، يقول أحدهم: "لعدة مرات رفضت الترقية في عملي؛
وذلك لأنني سأضطر أن أقود الناس وأواجههم، وذلك ما لا أستطيعه".

وليس كل قلق عند مواجهة الآخرين وكل اضطراب
يعد رهابا اجتماعيا بالطبع؛ فالخوف البسيط قبل أي لقاء اجتماعي يُعتبر أمرا طبيعيا
ومقبولا، لكنه يصبح خوفا مرضيا إذا تعدى حدَّه، وبدأت تظهر على الفرد أعراض مثل: احمرار
الوجه، ورعشة في اليدين، والغثيان، والعرق الشديد، والحاجة المفاجئة للذهاب إلى الحمام.

ولكننا لا يمكننا الجزم أن ما تعاني منه
هو الرهاب إلا بعد عمل الفحوصات التي تستثني وجود أي خلل عضوي؛ لذا فينبغي عليك عزيزي
إجراء فحص للجهاز العصبي وللقلب؛ كي نطمئن أن هذه الأعراض ليست مرتبطة بخلل عضوي، ويمكن
للطبيب المعالج بعد إجراء الفحوصات والتحاليل أن يتوصل إلى أنك بحاجة إلى فيتامينات
مثلا، أو قد يتوصل إلى أن كهربائية جسمك فيها زيادة أو نقصان.. وغالبا ما يكون علاج
هذه الحالات سهلا وبسيطا، وعلى هذا عزيزي يمكنك التوجه إلى إخصائي مخ وأعصاب، والنتيجة
إن شاء الله تكون في صالحك وتخبرنا بها قريبا.

وبعد الاطمئنان من خلوك من أي مشاكل عضوية،
نبدأ في تطبيق اختبار الرهاب الاجتماعي لدى طبيب نفسي متخصص، ومبدئيا إلى أن تجرى لك
الفحوصات والتحاليل يمكنك عمل ما يأتي:

تقوية الثقة بالنفس وذلك كما يأتي:

1- اكتب الجوانب الإيجابية التي لديك، وهي
كثيرة؛ لأنك أكملت دراستك الجامعية، وحصلت على اختصاص طب الأسنان، وهذا يدل على مستواك
وتحصيلك العلمي المتقدم، بحيث يعزز ثقتك بنفسك، كما يبدو من وزنك وطولك أنك تتمتع بتناسق
الجسم، وهو مؤشر إيجابي لديك أيضا، فابحث عن الجوانب الإيجابية الأخرى التي تتمتع بها
وركز عليها.

2- اكتب الجوانب السلبية التي لديك وتخلص منها
الواحدة بعد الأخرى، وسبحان الله من منا ليس لديه جوانب سلبية.

3- صادق الأشخاص الذين يتحلون بالأخلاق الراقية
التي تعتمد على الاحترام المتبادل، والبعيدة عن استعمال الاستهزاء والتندر على الآخرين؛
كي لا تقع في مطبات ذلك الاستهزاء.

4- حاول أن تواجه العلاقات الاجتماعية المختلفة
بقوة وعزيمة، وإن شعرت بالارتباك فسيطر عليه، واعلم أن أكثر الناس يشعرون بذلك ولكن
سيطرتهم عليه تجعل الآخرين لا يشعرون بهذا الارتباك.

5- دافع عن حقك بطريقة هادئة ودبلوماسية بعيدا
عن التوتر والغضب لئلا يفسد عليك الفرصة في تحقيق ذلك.

6- استقبل مرضاك بابتسامة وترحيب، واسأل عن
صحتهم وعن عائلاتهم، وفرصتك في ذلك كبيرة مقارنة بالآخرين، وتساعدك هذه الطريقة على
التخلص من الرهاب الاجتماعي إذا كان لديك؛ لأن نظرة المريض إلى الطبيب هي نظرة احترام
وتقدير فاستفد منها.

7- ردد في داخلك جملة (أنا محط اهتمام الآخرين،
وذلك لمهنتي التي تساعد على ذلك).

8- اهتم بنظافة جسمك وملابسك وترتيب هندامك
وعيادتك -إن كان لديك عيادة- وغرفة عملك لأنها تسبغ عليك المكانة المرموقة في نظرك
ونظر الآخرين.

9- مارس رياضة التنفس وذلك بأخذ الشهيق والاحتفاظ
به ثم طرحه وكرر ذلك عدة مرات.

10- مارس رياضة الاسترخاء التي تساعد على التخلص
من التوتر

11- خذ حماما دافئا يوميا إن استطعت؛ كي يساعدك
في التخلص من كهربائية الجسم، وإن لم تستطع ضع أرجلك في ماء وملح لفترة 15 دقيقة يوميا.

12- تجنب تناول أدوية أيا كان نوعها بدون استشارة
طبيب مختص وبدون فحص وتحليل.

13- خذ قسطا كافيا من النوم كي تعيد توازن ميكانزمات
جسمك.

14- تجنب التعب والإرهاق أيا كان نوعه جسميا
أو فكريا.

15- قلل من استعمالك للكمبيوتر أو استعمال الأدوات
الكهربائية إن شعرت بزيادة في كهربائية الجسم.

16- سيطر على قلقك وتخلص منه في الحال بالطرق
التي تجدها مناسبة لك.

17- حاول أن تسيطر على الجوع وذلك بتناول طعام
خفيف بين الوجبات، وأن يكون محتويا على المواد التي يحتاجها جسمك بشكل خاص.

18- حاول أن تتذكر أو تستعرض المواقف التي حدثت
لك سابقا في مراحل النمو التي مررت بها، أو أثناء المرحلة الجامعية، والتي تتعلق بالخوف
أو القلق أو تعليقات الآخرين، وتخبرنا بها علها تساعدنا في معرفة السبب الذي أدى إلى
ما تعاني منه.

19- اكتب عن المواقف التي تسبب لك التوتر في
أوراق ومزقها أو اغسلها أو أحرقها، وهذا نوع من التنفيس والتخلص من المنغصات.

20- اقرأ آية الكرسي أو سورة قرآنية تضفي عليك
الراحة.

وأحب أن أوضح أن ممارسة العادة السرية ربما
لا ينتج عنها آثار جسمانية ولكن آثارها النفسية خاصة في مثل حالتك تكون أقوى وأكثر
تأثيرا؛ حيث تتسبب تلك العادة الذميمة في شعور الشخص بالنقص والإحساس بالذنب، مما قد
يضخم حالة الخوف من مواجهة المجتمع وحتى من مواجهة النفس.

هذا النوع من الاضطرابات النفسية يحتاج
إلى مساعدة سريعة من طبيب نفسي متخصص؛ حيث يتم فيه وضع برنامج علاج سلوكي ومعرفي يناسب
حالتك، إضافة إلى الاستعانة ببعض الأدوية من مضادات الاكتئاب، ولكن العلاج المعرفي
أهم، فعليك باللجوء إلى أقرب طبيب نفسي.

الف شكر علي المجهود
الحمد لله بشتكيش من حاجة

الله يباركلك مشكووور

مشكووووووووووووووووووور كتير